منتدى طيبة الطيبة مهبطالوحي مكة المكرمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بفضل أحلى منتدى, كل واحد يستطيع انشاء منتدى بشكل مجاني, في بضع ثواني فقط و بدون أية معرفة تقنية و البدء بالدردشة و تبادل الآراء مع آلاف الأعضاء! واجهة المنتدى هي عربية محضة و سهلة الفهم و التشخيص. تتساءل كيف يمكنك انشاء منتدى؟ فقط بملئ الإستمارة.


    الجهر بالدعوة في قريش :-

    احمد بن سعد
    احمد بن سعد


    عدد المساهمات : 127
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010
    العمر : 41

    الجهر بالدعوة في قريش :- Empty الجهر بالدعوة في قريش :-

    مُساهمة  احمد بن سعد الجمعة مارس 12, 2010 9:33 am

    •كانت الدعوة الإسلامية في بداية أمرها تنتهج السرية في تبليغ رسالتها، لظروف استدعت تلك الحال ،


    واستمر الأمر على ذلك ثلاث سنين، ثم كان لابد لهذه الدعوة من أن تعلن أمرها وتمضي في طريقها الذي


    جاءت من أجله، مهما لاقت من الصعاب والعنت والصد والمواجهة.


    فقد أمر الله تعالى رسوله -وقد بعثه رسولاً للناس أجمعين- أن يصدع بالحق، ولا يخشى في الله لومة لائم


    فقال: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الحجر:94) وأخبره أن يبدأ الجهر بدعوة أهله



    وعشيرته الأقربين، فقال مخاطباً له

    {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين} (الشعراء:214) فدعا بني هاشم ومن معهم من بني المطلب،


    قال ابن عباس رضي الله عنهما:


    لما نزل قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين}


    صعد النبي على الصفا فجعل ينادي: ( يا بني فهر يا بني عديٍّ - لبطون قريش -



    حتى اجتمعوا فجعل الذي لم يستطع أن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما الخبر ؟ فقال النبي : لو أخبرتكم أن


    خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا ما جربنَّا عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي


    عذاب شديد، فقال له أبو لهب: تباً لك إلهذا جمعتنا) متفق عليه.


    • فكانت هذه الصيحة العالية بلاغاً مبيناً، وإنذاراً صريحاً بالهدف الذي جاء من



    أجله، والغاية التي يحيا ويموت لها، وقد بيَّن ووضََّح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو الرابط


    الوحيد بينه وبينهم، وأن عصبية القرابة التي ألِفوها ودافعوا عنها واستماتوا في سبيلها، لاقيمة لها في


    ميزان الحق، وأن الحق أحق أن يتبع، فها هو يقف مخاطباً قرابته -كما ثبت في الحديث المتفق عليه


    بقولهSad يا عباس بن عبد المطلب يا عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً ،


    يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من مالي،


    لا أغني عنك من الله شيئاً) .


    • ولم يكن يبالي في سبيل دعوته بشئ، بل يجهر بالحق ويصدع به لا يلوي


    على إعراض من أعرض، ولا يلتفت إلى استهزاء من استهزأ، بل كانت وجهته إلى الله رب العالمين


    {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} (الأنعام:162) وكانت وسيلته الجهر بكلمة الحق .


    {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} (يوسف:



    108).


    وقد لاقى رسول الله جراء موقفه هذا شدة وبأساً من المشركين، الذين رأوا في دعوته خطراً يهدد


    ما هم عليه، فتكالبوا ضده لصده عن دعوته، وأعلنوا جهاراً الوقوف في مواجهته، آملين الإجهاز على الحق


    الذي جاء به


    {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف21).


    ومضى رسول الله في طريقه يدعو إلى الله متلطفاً في عرض رسالة الإسلام، وكاشفاً النقاب عن مخازي


    الوثنية، ومسفهاً أحلام المشركين.فوفق الله تعالى ثلة من قرابته وقومه لقبول الحق والهدى الذي جاء


    به، وأعرض أكثرهم عن ذلك، ونصبوا له العداوة والبغضاء، فقريش قد بدأت من أول يوم في طريق


    المحاربة لله ولرسوله، متعصبة لما ألِفته من دين الآباء والأجداد، كما حكى الله تعالى عنهم على سبيل


    الذم والإنكار فقال: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف:22).


    •وخاتمة القول : إن الجهر بالدعوة كان تنفيذاً لأمر الله تعالى، وقياماً بالواجب، وقد صدع النبي بالحق كما


    أراد الله، ولاقى مقابل هذا الإعلان ما قد علمنا من عداوة المشركين له وللمؤمنين من حوله، والتنكيل


    بهم، ولكن كان البيع الرابح مع الله تعالى، والعاقبة كانت للنبي وللمؤمنين به فملكوا الدنيا ودانت لهم،


    وهدى الله بهم الناس إلى الصراط المستقيم، وفي الدار الآخرة لهم الحسنى عند الله تعالى، واللهَ نسأل


    أن يعزَّ دينه وينصر أولياءه ويسلك بنا سبيلهم إنه سميع مجيب .





    يتبــــــع ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 7:13 am