منتدى طيبة الطيبة مهبطالوحي مكة المكرمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بفضل أحلى منتدى, كل واحد يستطيع انشاء منتدى بشكل مجاني, في بضع ثواني فقط و بدون أية معرفة تقنية و البدء بالدردشة و تبادل الآراء مع آلاف الأعضاء! واجهة المنتدى هي عربية محضة و سهلة الفهم و التشخيص. تتساءل كيف يمكنك انشاء منتدى؟ فقط بملئ الإستمارة.


    الدعوة سرا :-

    احمد بن سعد
    احمد بن سعد


    عدد المساهمات : 127
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010
    العمر : 41

    الدعوة سرا :- Empty الدعوة سرا :-

    مُساهمة  احمد بن سعد الجمعة مارس 12, 2010 9:31 am

    • من المعلوم تاريخياً أن مكة كانت مركزا لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة والقائمون على الأوثان


    والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك الزمان. وجاءت رسالة الإسلام وحال مكة على ما


    ذكرنا، ولم يكن من الحكمة، أن يجهر رسول الله بدعوته بداية، والعرب على ما هم عليه من التقاليد


    والعادات التي ورثوها عن آبائهم. وكان الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب


    والكوارث.فكان من الحكمة أن تكون الدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير


    حمياتهم الجاهلية لآلهتهم وأصنامهم.


    • وبدأ الرسول بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه، وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن


    يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا



    في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوج النبي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها،


    ومولاه زيد بن حارثة و ابن عمه على بن أبى طالب ، والصديق أبو بكر رضي الله عنهم، أسلم هؤلاء في


    أول يوم من أيام الدعوة وكان إسلامهم فاتحة خير على الإسلام ودعوته.


    ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلاً محبوباً، صاحب خلق وإحسان، فدعا من يثق به سراً،


    فأسلم بدعوته عثمان بن عفان و الزبير بن العوام ، و عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص، و طلحة


    بن عبيد الله رضي الله عنهم.


    وسارع كل واحد من هؤلاء إلى دعوة من يطمئن إليه ويثق به، فأسلم على أيديهم جماعة من الصحابة،


    وهم من جميع بطون قريش، وهؤلاء هم أوائل السابقين الأولين الذين جاء ذكرهم في

    قوله تعالى:



    {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة:100).




    وذكر أهل السير أنهم كانوا أكثر من أربعين نفراً. أسلم هؤلاء سراً وكان الرسول يجتمع بهم بعيداً عن




    أنظار المشركين، فيرشدهم ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن الكريم، ويثبت الإيمان في قلوبهم.




    • وأما مدة الدعوة السرية فقد ذكر أكثر أهل السير أنها كانت ثلاث سنوات، وكون الدعوة سرية في هذه




    المرحلة لا يعني أن خبرها لم يبلغ قريشاً، فقد بلغها إلا أنها لم تكترث لها، ولم تعرها اهتماماً في بداية




    الأمر، ظناً منها أن محمداً أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية، وعبادة الله وحده، مما ورثوه من




    الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام، كما صنع أمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة ، و عمرو بن نفيل وأشباههم .




    ولما بدأ عود الدعوة يشتد ويقوى وخاف المشركون من ذيوع خبرها وامتداد أثرها، أخذوا يرقبون -على مر




    الأيام- أمرها ومصيرها،فوقفوا في سبيلها بعد ذلك.




    • وختام القول :فإن دعوة الإسلام استدعت في بداية أمرها أن تكون دعوة سرية، ريثما يتمكن أمرها،




    لتنطلق معلنة رسالتها الخاتمة، تلك الرسالة القائمة على إخراج الناس من الغي والضلال إلى الهدى




    والرشاد، لتكون عزاً ونصراً للمؤمنين ورحمة للعالمين وصدق الله القائل :



    {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ



    فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس:58)





    والحمد لله رب العالمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 11:05 am